المتوفر من المعلومات يشير إلى أن أبرز مصدر لفيتامين د هو أشعة الشمس
التي تؤدي إلى تكوين طبيعي للفيتامين في الجسم. أما من الأطعمة فالقليل
منها تحتوي على فيتامين د، ومن أهم المصادر الحيوانية لفيتامين د الأسماك
الدهنيّة كسمك سليمان (السالمون) والتونة والاسقمري، والكبدة وصفار البيض
والجبن الطبيعي (المجبن بالمنفحة)، وأهم المصادر النباتية البذور خاصة
المستنبتة منها والفطر والمكسرات والبطاطا الحلوة والبقدونس. ومن المعروف
أيضاً أن فيتامين د من الفيتامينات التي تذوب في الدهون. ويمر فيتامين د
بعمليات كيميائية طبيعيّة ليتفعّل داخل الجسم. وتوفر فيتامين د المفعّل في
الجسم ضروري لأن فيتامين د يعمل كفيتامين وكهرمون، فهو ضروري لتفعيل امتصاص
الكالسيوم والفسفور والاستفادة منهما لعظام وأسنان قويّة. وفيتامين د مهم
لعمل القلب والجهاز العصبي، وفوائد فيتامين د المفعّل أكبر من كل ذلك.
والمتوفر من معلومات لا يزال غير كافٍ للوصول إلى كيفية تفعيل فيتامين د
داخل الجسم.
وبيّنت دراسة نشرت في عدد مارس 2010م من دورية Clinical Endocrinology
and Metabolism أن 59 % ممن شملتهم الدراسة لديهم نقص في فيتامين د في
الدم، وحوالي ربعهم يعانون من نقص حاد في فيتامين د. وأهم معلومة تركز
عليها الدراسة هي أن نقص فيتامين د يؤدي إلى ضعف العضلات وإلى زيادة حجم
وعدد الخلايا الدهنية في الجسم مما يؤدي إلى السمنة، والسمنة مرتبطة بآفات
خطيرة عديدة من أمراض قلب وضغط وسكري وهشاشة عظام ...الخ. كما وجدت الدراسة
أن فيتامين د محتبس في الخلايا الدهنية داخل الجسم!! وهذا يعني أن فيتامين
د في الاشخاص الذين شملتهم الدراسة لم يكن غائباً إنما كان غير مفعّل.
وللأسف لم تبيّن الدراسة لماذا احتبس الفيتامين داخل الخلايا الدهنية ولم
يتحرر لينطلق في الدم ليصل إلى أنحاء الجسم. يقول الدكتور كريمر، أحد
الباحثين الرئيسيين في الدراسة " لسنا متأكدين من سبب نقص فيتامين د في
دماء من خضعن للدراسة." فالمستويات العالية من فيتامين د تساعد على تقليل
الدهون في الجسم، ونتائج الدراسة تبين أن الأنسجة الدهنية في الجسم قد تحبس
فيتامين د!! ويؤكد الدكتور كريمر أن الموضوع يتطلب المزيد من الدراسات،
فلم يثبت بعد أن تناول مكملات فيتامين د (وليس التعرض للشمس) يؤدي إلى
التقليل من تراكم الدهون في الجسم.